فصل: (سورة النساء: الآيات 168- 169):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

(الواو) عاطفة (رسلا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أرسلنا أو أمرنا، (قد) حرف تحقيق (قصصنا) فعل ماض وفاعله و(هم) ضمير مفعول به، (على) حرف جرّ و(الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (قصصنا)، (من) حرف جرّ (قبل) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (قصصنا)، (الواو) عاطفة (رسلا) مثل الأول (لم) حرف نفي وجزم (نقصص) مضارع مجزوم و(هم) مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (عليك) مثل الأول متعلّق بـ (نقصص)، (الواو) استئنافية (كلّم) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (تكليما) مفعول مطلق منصوب.
جملة {(أرسلنا) رسلا...}: في محلّ رفع معطوفة على جملة أوحينا الأولى.
وجملة {قد قصصناهم...}: في محلّ نصب نعت لـ (رسلا).
وجملة (أرسلنا) {رسلا} الثانية في محلّ رفع معطوفة على الجملة الأولى.
وجملة {لم نقصصهم...}: في محلّ نصب نعت لـ (رسلا).
وجملة {كلّم اللّه موسى...}: لا محلّ لها استئناف اعتراضيّ.
(165) (رسلا) بدل من (رسلا) الأول منصوب مثله، (مبشّرين) نعت لـ (رسلا) منصوب وعلامة النصب الياء (الواو) عاطفة (منذرين) معطوف على مبشّرين منصوب مثله وعلامة النصب الياء (اللام) لام التعليل (أن) حرف مصدريّ ونصب (لا) نافية (يكون) مضارع منصوب بأن ناقص (للناس) جارّ ومجرور متعلّق بخبر مقدّم، (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بحال من حجّة- نعت تقدّم على المنعوت- (حجّة) اسم يكون مرفوع (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (حجّة) أو بنعت له (الرسل) مضاف إليه مجرور وهو على حذف مضاف أي بعد إرسال الرسل.
والمصدر المؤوّل (ألا يكون...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر (أرسلنا).
(الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (اللّه) لفظ الجلالة اسم كان مرفوع (عزيزا) خبر كان منصوب (حكيما) خبر ثان منصوب.
وجملة {يكون.. حجّة}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن.
وجملة {كان اللّه عزيزا...}: لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{تكليما}، مصدر قياسيّ لفعل كلّم الرباعيّ، وزنه تفعيل.

.الفوائد:

قوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} كلمة {رسلا} في الآية الكريمة شغلت النحويين والمعربين. وذهبوا في إعرابها مذاهب مختلفة هي:
1- نعربها بدلا من رسلا التي سبقتها في الآية السابقة وهي قوله: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ}.
2- مفعول به لفعل محذوف تقديره أرسلنا رسلا.
3- أن تعرب حالا موطئة لما بعدها كما تقول مررت بزيد رجلا صالحا.
4- أن تعرب مفعولا به لفعل محذوف على المدح تقديره أعني. من خلال هذه الأوجه لا نستطيع أن ندحض رأيا أو أن نخطئه. وهذه الأوجه لا تتنافى مع المعنى.
لكننا نرجح الرأي الأول. فهو الأقرب إلى الصواب والمتبادر إلى الذهن ولا يحتاج إلى تقدير. أما الأوجه المتبقية فتحتاج إلى تقدير وتأويل. والقاعدة في علم أصول النحو تقتضي أنه إذا استوت مسألتان إحداهما تحتاج إلى تقدير والثانية لا تحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى.

.[سورة النساء: آية 166]:

{لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)}

.الإعراب:

{لكن} حرف استدراك لا عمل له، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يشهد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بـ (يشهد)، (أنزل) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى) حرف جرّ و(الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنزل)، (أنزل) مثل الأول، و(الهاء) ضمير مفعول به (بعلم) جارّ ومجرور حال من ضمير الغائب في (أنزله)، أي أنزله معلوما، و(الهاء) ضمير مضاف إليه، (الواو) عاطفة (الملائكة) مبتدأ مرفوع (يشهدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (الواو) استئنافيّة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائد (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (شهيدا) حال منصوبة.
جملة {اللّه يشهد...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {يشهد...}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة {أنزل إليك}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {أنزله}: لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة {الملائكة يشهدون}: لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {يشهدون}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (الملائكة).
وجملة {كفى باللّه...}: لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة النساء: آية 167]:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيدًا (167)}

.الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (كفروا) فعل ماض مبني على الضم.. والواو فاعل.
(الواو) عاطفة (صدّوا) مثل كفروا (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (صدّوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (قد) حرف تحقيق (ضلّوا) مثل كفروا (ضلالا) مفعول مطلق منصوب (بعيدا) نعت منصوب.
جملة {إنّ الذين كفروا...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {كفروا}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {صدّوا...}: لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول.
وجملة {ضلّوا...}: في محلّ رفع خبر إنّ.

.الفوائد:

قوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيدًا} قد حرف تحقيق وقد ورد للنحاة آراء حول قد عند دخولها على الماضي أو المضارع كما أوردوا لها عددا من المعاني هي:
1- تفيد التوقع، وذلك مع الفعل المضارع كقولك قد يقدم الغائب اليوم، إذا كنت تتوقع قدومه. وقد أثبت الكثيرون معنى التوقع مع الماضي. وقال الخليل: يقال (قد فعل) لقوم ينتظرون الخبر. ومن قول المؤذن قد قامت الصلاة، لأن الجماعة منتظرون ذلك. لكن ابن مالك قال: إنها في هذه الحال تدخل على ماض متوقع لكنها لا تفيد التوقع. وهذا هو الحق.
2- تقريب الماضي من الحال، ففي قولك قام زيد يحتمل الماضي القريب أو البعيد. أما في قولك قد قام زيد فيفيد الماضي القريب. ومن هنا اشترط عدم دخولها على ليس- عسى- نعم- بئس لأنهن للحال... وهن جامدات وكذلك اشترط دخولها على الماضي الواقع حالا إما ظاهرة كقوله تعالى: {وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا} أو مقدرة نحو {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أي قد حصرت صدورهم.
3- التقليل: وهو ضربان: تقليل وقوع الفعل نحو: قد يصدق الكذوب، وقد يجود البخيل أو تقليل متعلقه نحو قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ} أي ما هم عليه أقل معلوماته تعالى.
4- التكثير قاله سيبويه في قول الهذلي:
قد أترك القرن مصفرا أنامله ** كأن أثوابه مجّت بفرصاد

القرن هو المكافئ في الشجاعة والفرصاد: التوت. وقال الزمخشري في قوله تعالى: {قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ} أي ربما نرى ومعناه تكثير الرؤية.
5- التحقيق: ويكون ذلك عند دخولها على الماضي كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها}.

.[سورة النساء: الآيات 168- 169]:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169)}

.الإعراب:

{إنّ الذين كفروا وظلموا} مثل نظيرتها المتقدّمة، (لم) حرف نفي وجزم (يكن) مضارع ناقص مجزوم وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (اللّه) لفظ الجلالة اسم يكن مرفوع (اللام) لام الجحود (يغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام الجحود (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يغفر).
والمصدر المؤوّل (أن يغفر) في محلّ جرّ متعلّق بخبر يكن.
(الواو) عاطفة (لا) نافية مؤكّدة للنفي (ليهدي) مثل ليغفر و(هم) ضمير مفعول به (طريقا) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يهدي) في محلّ جرّ باللام متعلّق بما تعلّق به المصدر المؤوّل الأول فهو معطوف عليه.
جملة {إنّ الذين كفروا...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {كفروا}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {ظلموا}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {لم يكن اللّه...}: في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة {يغفر لهم}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة {يهديهم...}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
(169) (إلّا) أداة استثناء (طريق) مستثنى بإلّا منصوب على الاستثناء المتّصل (جهنّم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف (خالدين) حال مقدّرة من مفعول يهديهم منصوبة وعلامة النصب الياء (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (خالدين)، (أبدا) ظرف زمان منصوب متعلّق بخالدين (الواو) استئنافيّة (كان) فعل ماض ناقص (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع اسم كان.. و(اللام) للبعد والكاف للخطاب (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يسيرا) وهو خبر كان منصوب.
وجملة {كان ذلك... يسيرا}: لا محلّ لها استئنافيّة.

.[سورة النساء: آية 170]:

{يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170)}

.الإعراب:

(يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب و(ها) حرف تنبيه، (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (الرسول) فاعل مرفوع (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل جاء، (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاء)، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (آمنوا) فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل (خيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي آمنوا إيمانا خيرا لكم، (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (خيرا)، (الواو) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (تكفروا) مضارع مجزوم فعل الشرط وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (للّه) جارّ ومجرور متعلّق بخبر إنّ (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب اسم إنّ (في السموات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) استئنافيّة (كان اللّه عليما حكيما) مثله كان اللّه عزيزا حكيما.
جملة {يأيّها الناس...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {قد جاءكم الرسول}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {آمنوا}: في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن دعاكم فآمنوا.
وجملة {إن تكفروا}: لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة {إنّ للّه ما في السموات}: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء أو هي تعليل لجواب مقدّر والتقدير فإنّ اللّه غني عنكم.
وجملة {كان اللّه عليما...}: لا محلّ لها استئنافيّة.

.الفوائد:

قوله تعالى: {فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ} في إعراب كلمة خيرا تضاربت أقوال النحاة وذهبت مذاهب شتى من التأويل والتقدير وسنعرضها مبينين أقربها إلى الصواب.
1- قال الخليل وسيبويه التقدير وآتوا خيرا، فهو مفعول به لفعل محذوف، لأنه لما أمرهم بالإيمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه.
2- وذهب بعضهم إلى أنها نائب مفعول مطلق، والتقدير فآمنوا إيمانا خيرا. وهذا رأي الفراء.
3- ويرى الكسائي أنه خبر لكان المحذوفة مع اسمها، والتقدير فآمنوا يكن الإيمان خيرا لكم. وهذا الرأي غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها إلا فيما لابد منه. ويزيد ذلك ضعفا أن (يكون) المقدرة جواب شرط محذوف.
4- وقيل: هو حال وهذا وجه ضعيف. ولا يخفى بأن رأي الكوفيين باعتبار الكلمة خبرا لكان المحذوفة مع اسمها يتناسب مع المعنى ويكشفه، ولكنه كإعراب يتضارب مع قواعد اللغة، لأن التقدير له حالات مخصّصة ولا نستطيع أن نطلق العنان لأنفسنا في هذا المجال. وتبقى أسرار القرآن الكريم وكلام اللّه عز وجل فوق كل اعتبار وأكبر من أن يحيطها علم أو ينفذ إلى صميمها عقل بشر. فهو كلام اللّه المعجز.